هل تتذكرون تيفا

بعدما احمر وجهه وخرجت ابتسامة في حضن أبويه .. تفاريس يصافح عشاقه في السعودية عبر "الاقتصادية":
الزعيم في قلبي .. مشتاق للهلال .. وأوروبا حرمتني البرازيل

هل تتذكرون تيفا 142161

إسماعيل مرزوق من الدوحة - - 13/09/1429هـ
لم نكن على موعد سابق، ولكن بمجرد أن التقيته داخل أروقة نادى الريان القطري، وعلم بأن اللقاء سينشر في السعودية، وستقرأه جماهير الزعيم ـ احمر وجهه وخرجت ابتسامة بريئة تشبه ابتسامة طفل في حضن أبويه ـ ورحب على الفور النجم الهلالي السابق البرازيلي مارسيلو تفاريس مدافع الريان القطري حاليا، وبعدما اتفقنا على عدة دقائق وجدنا الوقت يمر بسرعة ووصل الحال إلى ما يقرب من 60 دقيقة، ومع ذلك لم يمل أو يطلب إنهاء لقائه مع "الاقتصادية" التي استطاعت أن تخرج ما في جعبته من شعور وإحساس عميق للجماهير الهلالية بصفه خاصة.
وأجاب تفاريس دون دبلوماسية وبكل صراحة على كل التساؤلات التي طرحت عليه، حيث بادرني قبل عرض سؤالي الأول، قائلا "الزعيم في قلبي وما زلت أعشقه وأحب جمهوره بصورة لا مثيل لها لأنني لم أتعرض لأي شيء سيئ خلال وجودي معهم وللحق كان جمهور الهلال نعم الجماهير, وأحبوني بصدق فأحببتهم من قلبي لدرجة أن أسرتي كانت ترتدي فانلته, ولم أنس لحظة مغادرتي ووداع جماهير الزعيم وهتافاتها باسمى، فعلا كانت مواسم الهلال الأربعة من أجمل وأروع المواسم التي لعبت فيها الكرة".
وتابع "إن عودتي للزعيم ممكنة، ولكن بعد انتهاء عقدي مع الريان, أي بعد الموسمين ممكن أفكر في العودة أو اللعب لأي ناد آخر, وهذا يرجع للعروض التي ستكون على مائدة المفاوضات، وممكن أن أستمر مع الريان أو أرحل إلى أوروبا وهذا يعود للعرض والطلب، والنادي الذي اشعر أنني أستريح فيه سألعب ضمن صفوفه".
وعن مشواره مع الهلال، أجاب "إن أربعة المواسم التي ارتديت فيها قميص الهلال حققت خلالها مع الزعيم ثماني بطولات، وسجلت 19 هدفا، ولكن الشيء الذي هزني تلك لحظة المباراة الأخيرة لي قبل رحيلي من الهلال، وكانت مع فريق لتحديد المركزين الثالث والرابع في بطولة كأس الأبطال وأعتقد أنه - الحزم - كل الظروف والعوامل جعلتني أفكر في لحظة المغادرة, وأنا أمام جماهير أراها بصدق تزعل لرحيلي أو الابتعاد عنها, لأني قضيت أحلى وأروع أيام عمري مع الهلال, فقد كنت أشعر بأنني واحد من أبنائه لدرجة أنني اتصل خلال سفري لمعرفة أخباره والاطمئنان على أحواله".
وأردف "كما أنني لن أنسى طوال عمري النجم الكبير واللاعب المهذب سامي الجابر، فسامي لاعب غير عادى ولا يقل عن أي لاعب أوروبي أو برازيلي, فبخلاف مهارته ونجوميته في البلد, إلا أنه يتسم بأخلاق طيبة, وكان أقرب لاعب لي في الفريق بجانب بعض اللاعبين، ولكن الجابر كان صديقا, لأنه يفهمني ويعرف لغتي, وكنت أرتاح إليه, وكنا مع بعض خلال أوقات عديدة داخل الملعب وخارجه, حتى الآن أعرف أخباره وأتطلع لأخبار الزعيم, لأنها عشرة جميلة وسنوات تعد الأجمل في حياتي، كما أن تألقي وإبداعي خلال المواسم الأربعة مع الهلال يعود إلى تعاون زملائي، فقد كان هناك إخلاص في الملعب بين اللاعبين, ولذا أحرزنا ثماني بطولات، وحقيقة كان موسم 2004 ـ 2005 الأفضل فيما بينها".
وعن سبب رحيله من الهلال، أجاب "الأمر ليس بيدي لأنني في الفترة الأخيرة وقبل رحيلي بشهرين كان هناك تغير في الإدارة وأبلغوني بضرورة الانتظار حتى يتم تسلم الرئيس الجديد للهلال لتحديد موقفهم منى، وهنا جاءني عرض الريان وكان العرض الأقوى رغم أن هناك عروضا كثيرة في ذلك الوقت، لذلك تم الاتفاق على انتقالي إلى الريان لأن عرضه مناسب, والريان بعد ذلك خاطب نادي كروزيرو البرازيلي, وتم الاتفاق على انتقالي مقابل حصة لنادي الأصلي".
وحول مدى تمسكه في الهلال خلال عرض الريان القطري، رد "كنت مستعدا للاستمرار مع الهلال، ولكن لم أجد ما يدفعني للتفاوض للاستمرار, لأن إدارة النادي كانت في مرحلة انتقال أو تجديد، وتسليم النادي لرئيس آخر".
وعما يقال بأن الريان خطفه من الهلال، أجاب "هذا غير صحيح, الريان دخل معي في مفاوضات شرعيه ولم يخطفني من الهلال، وأنا دخلت معهم في تلك المفاوضات لأنها كانت رسمية وعلى مائدة المفاوضات, وبالتالي رحبت بعرض الريان, لأنه الأفضل والأنسب بين جميع العروض التي قدمت لي".
وعن محاولة نادي الاتحاد السعودي وبعض الأندية الأوروبية كسب توقيعه، أجاب "علمت من بعض المقربين لي وبعض الصحف السعودية أن نادي الاتحاد يرغب في ضمي، ولكن للحق لم تكن هناك أي مفاوضات مباشرة معي، أما عروضه الأوروبية، فلم أتلق أي عرض أوروبي، وحقيقة عدم انضمامي لأحد الأندية الأوروبية كانت سببا في عدم تفكير الأجهزة الفنية للمنتخب البرازيلي لضمي، وهذا السبب يقلقني كثيرا, لأنني كنت أطمع في تمثيل (السامبا)، لكن هذا عرف دائم في البرازيل أي لاعب يحترف خارج أوروبا لا ينظر إليه في المنتخب، لذلك أنا أطمح في الاحتراف الأوروبي حتى ينظر إلي وارتدى قميص منتخبي الوطني، ومن الممكن أن يكون الريان بوابتي إلى أوروبا".
وحول الشهرة التي نالها خلال لعبه مع الهلال، رد "نعم نلت شهرة كبيرة من خلال اللعب مع الهلال، وللحق ففريق الهلال متطور للغاية، وأقرب مثل عندما واجهنا فريق فالينسا الإسباني خلال اعتزال النجم يوسف الثنيان، حيث استطعنا التغلب عليه 2/1، ودون شك
الكرة السعودية متطورة وتتصاعد بشكل سريع لأن هناك لاعبين محليين ـ يقصد أبناء البلد ـ ذوي مهارات عالية، إضافة إلى استقطاب لاعبين محترفين على مستوى عال، ومدربين أكفاء، وبشكل عام مستوى الكرة العربية متطور في الفترة الأخيرة فمن خلال احترافي في الهلال وبعد انضمامي إلى الريان وجدت هناك اهتمامات كبيرة بالرياضة, خاصة كرة القدم، والتي لها شعبية كبيرة في المنطقة العربية، وبالمصادفة وجدت في قطر لاعبين محترفين من جميع البلدان ومدربين أيضا, وهذا رأيته في السعودية أيضا، لذلك أجد أن لدى الدول العربية اهتمامات كبيرة بلعبة كرة القدم، وفى السنوات المقبلة سيكون التطور أكبر والنتائج أفضل".
وعن رؤيته لتجربته الجديدة مع الريان القطري، رد "لا شك أنني وجدت راحة وترحابا من جميع مسؤولي النادي, خاصة الشيخ سعود رئيس جهاز الكرة, فهو رجل متفاهم ويتعامل باحترافية معنا، كما أنني وجدت أن نادي الريان صاحب بطولات عديدة وجماهيره غفيرة ويضم بين صفوفه لاعبين على أعلى مستوى، وهناك لاعبون من البرازيل، إضافة إلى المدرب أتوري. وأتمنى أن أسعد مسؤولي وجماهير الريان كما أسعدت الهلال".
وحول تقييمه للدوري القطري، أجاب "أتصور أن الدوري القطري من خلال الأسماء الموجودة في الفرق سيكون قويا جدا، كما أنني كنت أتابع مباريات أغلب الدوريات في منطقة الخليج.
وحول اطلاعه على تصفيات آسيا النهائية المؤهلة إلى مونديال 2010، وتوقعاته للمنتخبات الخليجية، رد على الفور "تابعتها، فالمنتخب القطري فاز على أوزبكستان وتقدم خطوة جيدة، والفوز لأي منتخب يقدمه خطوة كبيرة إلى الأمام، كما شاهدت المنتخب السعودي أمام إيران، وتابعته في مونديال 2006 في ألمانيا، وكنت أتابعه وأنا مع الهلال، وأتمنى من كل قلبي أن يتأهل الأخضر والعنابي إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا".
وعن سر انخفاض مستوى منتخب البرازيل في الآونة الأخيرة، رد "لا أعرف ما السبب رغم أن المنتخب الوطني يضم نجوما وأسماء لامعة، ولكن مهما حدث فالبرازيل هي متعة الكرة في العالم".
وفى نهاية حديثه مع "الاقتصادية"، قال "سلامي لجماهير الزعيم، وقل لهم أنتم في قلبي".