اللهجات المحكية العامية في الدول
العربية متقاربة نوعا ما وتعّبر بشكل أو بآخر عن كثير من المشاعر
الإنسانية ضمن مجتمعاتنا بعضها هام جدا للتواصل وبعضها ليس له الأهمية وهو
حرام في الدين الإسلامي وسأتحدث اليوم عن بعض الكلمات المنتشرة بكثرة في
بلاد الشام عموما وهي الكلمات التي يعبر فيها الفرد عن مشاعره وحبه الشديد
لشخص ما فكثيرا ما يتردد على مسامعي كلمة
( تقبرني,
وتطلع على قبري, وتشكل آسي ,وتكفني ) عندما أزور عمتي وجدتي وخالتي وأمي
وهي كلمات تعبر عن الحب الشديد والمشاعر الفياضة ولكن هذا الحب لن يتحقق
إلا إذا مات احدهم لا سمح الله وذهبت أنت إلى قبره فهذه ميزة تختصك بها
عمتك أو زوجتك أو احد أقربائك وهي عادة منتشرة بين النساء غالبا ولكن
اليوم باتت منتشرة بين الرجال أيضا فلن يتحقق شرط أن هذا الشخص يحبك إلا
إن مات وأخذت ألآس إلى قبره …!!!( ألآس هو نبات يتم وضعة على القبور )
وطبعا عند قيامك بزيارة عمتك و بعد أن تقوم بتقبيلها وتطلع على قبرها و
بعد أن تكفنها يجب أن تبادرها بنفس المشاعر وواجب عليك أن ترد الموت عنها
بقولك (بعيد الشر) وكل هذه الأمور تتم إما على باب البيت وإما على التلفون
يمكنكم معرفة كم يتم إضاعة الوقت لإظهار مدى قوة الحب للحبيب. وطالما
ارتبط الحب بالموت في كل البقاع العربية فحتى كلمات الأغاني التي تعبر عن
الحب يجب أن يموت احدهم فيها. بصراحة لقد تعودت على هذه الكلمات ولكني لا
أحبها ولا أرغب بموت احد أنا أحبه ولا حتى بالكلمات لا اعرف كيف تم اعتماد
هذه الكلمات تراثنا العربي أو أنها من مخلفات الاحتلال الفرنسي أو التركي
لبلادنا وإحساسنا الدائم بالخطر وقربنا من الموت. لاشيء يضاهي موت الشخص
في سبيل أرضة ومعتقداته في سبيل الله مخلصا وهي تختصر بكلمة واحدة بسيطة
معبرة هي الشهادة بدون إضاعة الوقت.
عن
أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ, وَلا
يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ
انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا
خَيْرًا ) رواه مسلم.