سنة الرسول (ص)..
كتاب الله القرآن الكريم له خاصية اعجازية في انه بالاضافة الى روعة بيانه وسهولة حفظ آيآته،و تجوهر معانيها. والقدرة السهلة على تجسدها في الواقع. فأنه يقوم ايضا على لغة مرنة، تصلح لكل زمان ومكان. وتتيح لمن عرف العربية أن يفهم من كتاب الله ما يفي بتبليغه قواعد الايمان دون الحاجة الى المحدثين والمفسرين ،وشيوخ الحسبة. وذلك لأن الاعتماد على كتاب الله ،والرجوع إليه بدون وسيط ،وتدبر آياته ،وأخذها أي الايات كمنظومة معرفية متكاملة ،ذلك يعصم المسلم من ال&Ecirirc;أثر بوجهات نظر المحدثين والمفسرين ،وتشعب مناهجهم، مما قد يبعد المسلم عن صفاء النبع الذي لاتنتهي مياهه الصافية .،ويذهب الى العرض دون الجوهر، وبالثانوي دون الاساسي. والاعتماد على الشروح المستفيضة ،التي نسخت آيات القرآن بالحديث . أو جعلت كتب الحديث لها قوة المصداقية مثل كتاب الله. أو بديلاً عنه كما نرى الآن، فأنها تسد على القارئ المتلهف لكلمة الله منافذ النور .لقد تم تضيق رحاب كلمة الله المنزلة ،وتم تقيدها بجملة افكار بشرية استعصمت بالاحاديث النبوية . تلتمس منها مرجعيتها ،بحيث تعطل ملكات المسلم التي يجب ات تتجوهر في كتاب الله . بعيدا عن كل تأطير وتأثير. القرآن الكريم لم يعط للنبي (ص) إلا دور النذير ورسولاً للعالمين. ولم يسمح الله عز وجل لنبيه أن يجعل له سنة ثانية موازية لسنته وهي السنة النبوية والعياذ بالله. ألا ما ورد من تكليفه بتحديد عدد ركعات الصلاة والحد الادنى للزكاة.
وسؤالي الآن لماذا ترك لنبيه(ص) هذا الامر من العبادات . بينما وضح الصيام ، وظل الحج كمنسك كما كان على عهد ابراهيم عليه السلام
قال الله عز وجل :
." أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله" محمد محمد 14
" وما يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون" الكهف 106
" يابني آدم لا يفتننكم الشيطان" الاعراف 27
"إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء" الاعراف 155
الله انزل القرآن وفيه الهدى. وكتب الناس الحديث وقدسوه ،مبتعدين عن كتاب الله . وهو فتنة فانساق اليها ضعاف الايمان وصارت تتغلب على عقول الاكثرية المسلمة ،واستكانوا للاوهام. أما اولئك الذين يملكون القدرة على التميز تمسكوا بكتاب الله كمرجعية نظرية وعملية ، فهؤلاء هم عباد الله الذين تزينوا يالايمان..
أعود الى سؤالي المطروح. حول الصلاة والزكاة. التي تركت للرسول لتحديد كيفيتها وعدد ركعاتها .والحد الادنى للزكاة . هذه الاشكالية التي يرددها اهل الحديث باستمرار ويستندون اليها في اثبات وجود سنة نبوية خلقت عندهم تصورا أوهاما ،جعلتهم يستدلون بها ،لتصديق بدعتهم في وجودها وكونها حسب زعمهم لها قوة الايات القرانية بل وتستطيع نسخها..
إن الجواب على هذه الاشكالية ، نجده في قوله تعالى في الايتين اللتان انزلتا على رسول الله (ص) تتعلقان بالصلاة والزكاة. حيث يطلب فيهما الطاعة لله والرسول. آية للرجال او للعامة ,آية للنساء
" فأقبموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله" المجادلة 13
"وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله"
الرسول (ًص) جاء رحمة للعالمين من قبل الخالق عز وجل.وهو رحمة للمؤمنين ،وكون الخالق يحرص على التخفيف في التكاليف ، حسب ا ستطاعة وطاقة البشر. لهذا فإن النص النظري العام حول الصلاة والزكاة جاء واضحا في كتاب الله.وكون الرسول متجوهر في هذا الكتاب وهوالصلة الوحيدة مثله كمثل الانبياء والرسل مابين الخالق والانسان. ترك له تحديد عدد الركعات وكيفية الصلاة ،والحد الادنى للزكاة. لاعتبارات هي في علم الله. لكن نستطيع أن نخمن ذلك ، وهو ما نشاهده الآن أن كل مسلم يصلي كما كان يصلي الرسول (ص) ويخرج الزكاة ،ويعلم حدها الادنى من الرسول (ص) ونقلت إلينا بالتواتر . لهذا فهي سنة الله العملية التي لابد لها من معلم بشر. أي بحاجة في البداية الى من يعلمها. لهذا ترك للنبي بإذن منه تحديد عدد الركعات للصلاة والحد الادنى للزكاة...وكونه أيضا بإذن الله رحمة للعالمين.
فلهذا نصت الايات على طاعة الله في كتابه حول الصلاة وعددها والزكاة كتكليف (النظرية)
وطاعة الرسول في نفس الموضوع أي في الصلاةعدد الركعات والكيفية والزكاة (التطبيق العملي).
لهذا نحن لا نخشى على صلاتنا وزكاتنا من الانحراف. لأنها جاءت متواترة. وستبقى الى يوم الدين هكذا.اما عدد الصلوات فقد جاءت كما ذكر بعض الأخوة في مقالاتهم أن القرآن الكريم قد حددها بالضبط خمس صلوات. وكون أهل الحديث ، يكررون مقولة . أن البرهان على صحة الاحاديث ،هو أنه لولا تحديد عدد الركعات من قبل الرسول(ص) لما استطعنا أن نصلي،ولولا تحديد الحد الادنى للزكاة لحدثت فوضى الزكاة.فهذا دليل على وجود سنة نبوية توازي سنة الله والعياذ بالله. أقول لهم ...تدبروا